القوى العظمى تتنافس على السيطرة في جرينلاند
كتب.. محمد المصري
7 فبراير 2025
لقد هيمنت العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة
لفترة طويلة على الجغرافيا السياسية في القطب الشمالي. إن الجغرافيا تجعل الجارتين وأصحاب المصلحة يتقاسمون تحديات المنطقة الدافئة. إن الاهتمام الدائم للرئيس ترامب بالحصول على جرينلاند يضخ المزيد من التحديات الجيوستراتيجية المحتملة في الساحة الجليدية في المنطقة. عندما تم طرح الفكرة خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، كانت الاستجابة الفورية من القيادة الروسية ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة والجمهور عبارة عن طوفان من الميزات.
لكن في المرة الثانية، كان الخطاب المحلي في روسيا أكثر استراتيجية. يبدو أن المناقشات تركز الآن بشكل أقل على “حداثة” مثل هذا الاستحواذ وأكثر على فهم “الأهداف”. يتم مناقشة ثلاثة سيناريوهات محتملة للعلاقات بين الولايات المتحدة وجرينلاند في موسكو من حيث الآثار الاستراتيجية على روسيا.
الحفاظ على الوضع الراهن. لا شك أن الحفاظ على الوضع الراهن من شأنه أن يعمل لصالح روسيا، لأنه سيسمح لموسكو بالحفاظ على مكانتها كصاحبة مصلحة عسكرية رئيسية في القطب الشمالي. ومع ذلك، فإن موسكو حذرة من إمكانية استجابة الحكومة الدنماركية لخطاب ترامب من خلال تعميق العلاقات مع الصين. إن العلاقة بين روسيا والصين معقدة ومتكاملة وتغذيها الطموحات الإقليمية لكلا اللاعبين. لطالما وفرت جرينلاند منصة محتملة للوجود الصيني المتزايد في القطب الشمالي، الأمر الذي يدفع موسكو وبكين إلى تعميق التعاون.
بالطبع، تتمتع الدنمارك (وجرينلاند) بسجل حافل بالنجاح في صد التعدي الاقتصادي الصيني. لقد تم إحباط محاولات الاستثمار في مطارات جرينلاند والبنية التحتية السيادية الرئيسية. ومع ذلك، يبدو الخطاب الروسي قلقًا بشأن الحالة الحالية من الارتباك وعدم اليقين في السياسة الأوروبية. قد يوفر هذا أرضًا خصبة للسياسة الخارجية الرشيقة للصين مع تشجيع روسيا على ترسيخ جذورها في الشمال العالي.
القوى العظمى تتنافس على السيطرة في جرينلاند
التوسع التدريجي للوجود الأمريكي في جرينلاند. إن هذا يفرض تحديات كبيرة على روسيا. ويمكن تصنيف هذه التحديات في ثلاثة مجالات رئيسية: تعزيز الوجود العسكري الأميركي في القطب الشمالي، والسيطرة على خطوط الاتصالات البحرية الاستراتيجية في الشمال المرتفع، والسيطرة على رواسب المعادن النادرة.
